لماذا لا يمكن التخطيط للعظمة: خرافة الهدف

دخول مفاجئ
يا ترى هي ايه العلاقة بين الكائن الفضائي والعربية؟
ويا ترى ايه علاقة السؤال ده بحلقتنا أصلًا؟
وليه على عكس كل مرة بنبدأ الحلقة بسؤال غريب
فين القصة اللي متعودين عليها يا عم أخضر؟
إجابات الأسئلة دي هنعرفها النهاردة في حلقتنا المبنية على كتاب:
Why Greatness Cannot Be Planned: The Myth of the Objective
لماذا لا يمكن التخطيط للعظمة: خرافة الهدف
من تأليف جويل ليمان وكينيث ستانلي
ثواني يا أخضر قصة أول حلقة فين؟
طب الكتاب عن ايه؟
ما تسبني اكمل كلامي طيب وهفهمك..
خليني احكيلك قصة أول الحلقة اللي جننتك دي
واجاوب على أول سؤال
_______________________________
العشوائية هي الحل!
هي ايه العلاقة بين الكائن الفضائي والعربية؟
من كام سنة، طلع للنور موقع Picbreeder، وفكرته ببساطة إن المستخدمين بيختاروا صور من بين مجموعة عشوائية، والصور دي بتفضل تتطور لوحدها مع كل اختيار، لحد ما توصل لصورة نهائية.
التطور هنا معتمد بالكامل على الاختيار العشوائي، مفيش قواعد، مفيش أهداف، مجرد تكرار لا نهائي للعملية.
المبرمجين حبوا يختبروا الفكرة دي، فطلبوا من المستخدمين يوصلوا لصورة عربية.
والمستخدمين انقسموا لفريقين:
فريق عنده هدف واضح، وبيختار الصور اللي ممكن توصله للعربية، زي صورة طريق، عجلة، أي حاجة ليها علاقة.
وفريق تاني بيختار بشكل عشوائي، من غير أي خطة أو تفكير في النتيجة.
تفتكر مين اللي وصل لصورة العربية الأول؟
لو قلت الفريق اللي عنده هدف، تبقى غلطان! الفريق العشوائي هو اللي وصل الأول، بس الغريب إنه وصل لصورة العربية بعد ما اختار صورة كائن فضائي!
بس هو ايه علاقة صور الكائن الفضائي بصور العربية يا أخضر؟
ولا أي حاجة يا صديقي
مفيش علاقة لا من بعيد ولا من قريب
طب وايه مغزى القصة يعني؟
مفيش مغزى برضو
انا قولت هحكيلك قصة مقولتش إن وراها مغزى
وعارف إن زمانك مستغرب وبتحاول تعرف برضو موضوع الحلقة عن ايه
فخليك معايا للآخر وهتفهم كل حاجة
_____________________________
الغرفة الضخمة
تخيل يا صديقي إنك في غرفة ضخمة جدًا
فيها كل الاختراعات البشرية الممكنة
الغرفة دي فيها كل حاجة اخترعها البشر حرفيًا
وكمان الاختراعات المستقبلية اللي لسه مظهرتش
طب حلو ده يا أخضر وبعدين؟
مستعجل علطول يا صديقي
المشكلة إن الغرفة دي مش منظمة.. عشوائية يعني
ومفيش خريطة ولا فهرس يقولك ايه الموجود فيها
فلو طلبت منك تخترع حاجة معينة
مش هتعرف رغم إن عندك كل الأدوات اللازمة
وده لأنك هتركز بس على هدف معين وهتعمل خطة
ومش هتاخد بالك من كل الحاجات اللي ممكن تساعدك في الغرفة
وعارف إن الغرفة خيالية
لكن الفكرة وراها مش خيالية تمامًا
يعني خد عندك الكمبيوتر
الكمبيوتر أصلا ظهر نتيجة لمحاولة العلماء تطوير أنابيب معينة مستخدمة في جهاز الراديو
ولو حاولوا وقتها يخترعوا كمبيوتر مباشرة مكانوش عرفوا
ليه؟
لأن انابيب التفريغ مكانتش متطورة لسه
شوفت اللفة دي يا صديقي؟
اللفة دي اسمها الإبداع
ابداع ازاي يا عم أخضر
مالك مش مفهوم الحلقة دي
فتح مخك معايا وخليك للاخر
طب إيه علاقة ده كله بالإبداع؟
بص يا صديقي، لما حد بيحاول يحقق هدف معين، زي إنه يخترع كمبيوتر مثلًا، هو كأنه بيحدد نقطة معينة في الغرفة الضخمة دي وبيجري عليها على طول.
المشكلة؟
إن الغرفة مش منظمة، مفيش خريطة واضحة توصل للهدف بسهولة.
فالسعي المباشر ناحية الهدف ممكن ما يكونش هو أحسن طريقة توصله.
وهنا الإبداع بيحصل لما تبدأ تستكشف أجزاء مختلفة من الغرفة، تتنقل بين الاختراعات والأفكار، وتربط حاجات ممكن تكون في الظاهر ملهاش علاقة ببعض.
زي ما الكمبيوتر ظهر من تطوير أنابيب الراديو
فالإبداع مش إنك تركز بس على هدفك، الإبداع هو إنك تعرف تتوه في الغرفة الصح!
وازيدك من الشعر بيت؟
الإبداع ممكن يكون معناه إن ..
إن معندكش هدف من الأساس!!!!
_____________________
حياة بلا هدف
تخيل إنك صحيت الصبح معندكش أي أهداف
يعني مفيش شغل متأخر عليك كعادتك
ولا امتحان ميد تيرم ناوي تذاكرله في المواصلات
تخيل إنك عايش في عالم مفيهوش معايير للنجاح
يا ترى هتعمل ايه في اليوم ده؟
غالبًا مش هتلاقي إجابة على السؤال ده
لأننا اتعودنا نبص للعالم من عدسة الأهداف
من طفولتنا بنتعلم إن الهدف هو درجات كويسة..
بنخلص تعليم والهدف يبقى شغل كويس
Salary كويس
بعدها الهدف تلاقي شريك كويس
تحقق ثروة
توصل للجسم المثالي
دايمًا في هدف بيوجهنا لمكان معين
وبيتحكم في أفعالنا
بس ماذا لو اختفت كل هذه الأهداف ؟
غالبًا هتحس بالتوهان، وكأن مفيش معنى للحياة، لإننا طول عمرنا مربوطين بمبدأ إن النجاح مرتبط بتحقيق هدف معين.
وهنا، أنا جاي أقولك حاجة ممكن تقلب تفكيرك بالكامل:
رغبتك في النجاح هي العقبة اللي بتمنعك من تحقيق النجاح!
يعني إيه الكلام ده؟
يعني ببساطة، طول ما انت محبوس جوه دايرة الأهداف التقليدية مش هتشوف أي احتمالات تانية.
هتفضل حاسس إنك متأخر، وإنك لازم تلحق، وإنك لازم تبقى في نقطة معينة قبل عمر معين.
لكن في الحقيقة، النجاح مش دايما مرتبط بخطة واضحة، ومش لازم يكون عندك هدف محدد عشان تعيش حياة ذات معنى.
يعني بعد كل القصص دي والعربية والغرفة عايز تقولنا يعم أخضر إن العشوائية وعدم تحديد أهداف أفضل من الخطط المنظمة والأهداف الواضحة؟
هو آه… بس مش بالظبط كده!
أنا مش بقولك إن العشوائية هي سر النجاح، بس عايزك تفكر في بديل جديد لفكرة الأهداف اللي متعود عليها.
بديل يحررك من الضغط النفسي المستمر، ويفتح عينيك على فرص وإمكانيات جديدة، وبدل ما تعيش حياتك متوتر عشان توصل لحاجة معينة تعيشها مستمتع بكل لحظة فيها.
ايه بقى البديل ده اللي ممكن يوصلك للنجاح من غير أهداف صارمة وضغوط؟
_______________________________
ايه البديل للتخطيط والتنظيم؟
قبل ما اديلك خطوات النهج البديل وخلاصة الموضوع
خليني اكلمك الأول عن مفهوم المجتمع الغلط عن الأهداف
يعني مثلًا لو بصيت حواليك، هتلاقي إن معظم الناس بيفكروا في النجاح كأنه طريق واضح، محتاج تخططله خطوة بخطوة.
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا…
النجاح في أغلب الأحيان مش بييجي من تنفيذ خطة صارمة
اومال ؟
النجاح ممكن ييجي لما تسمح لنفسك تستكشف، تجرب، وتكون مرن مع الفرص اللي ممكن تقابلك في طريقك.
مش معنى كده إنك تبقى تايه من غير هدف يا صديقي
ولكن معناه إنك متكونش محكوم بسيناريو واحد بس، فتفوت فرص تانية ممكن تغير حياتك
وعلشان ده يحصل، لازم تجرب النهج البديل اللي هكلمك عنه
النهج البديل بتاعنا هو نهج معتمد على 3 عوامل أساسية هما:
الاستكشاف
والفضول
والمرونة
وعارف إن زمانك بتقول يا أخضر كل ده كلام نظري
أنا لسه مفهمتش برضو المفروض اعمل ايه؟
بس كدا يا صديق أخضر؟ بسيطة
علشان تتبع النهج البديل ده بقى
فأنت لازم تاخد الخطوات البسيطة دي:
أول خطوة: امشي ورا فضولك
الطبيعي إننا نحدد أهداف ونشتغل عليها، لكن ساعات التركيز الشديد على هدف معين بيخلينا ما نشوفش أي حاجة تانية حوالينا
فأنا عايزك تجرب تفكر بشكل مختلف: بدل ما تسأل نفسك" إزاي أوصل لهدفي؟"
جرب تسأل: "إيه المواضيع أو المهارات اللي نفسي أفهمها أو أجربها؟".
الفضول ممكن يكون أقوى بكتير من مجرد هدف، لأنه بيدفعك تكتشف حاجات جديدة من غير ما تكون محكوم بنتيجة معينة ولما تدي لنفسك فرصة تستكشف، هتلاقي إنك بتوصل لحاجات مكانتش في حساباتك أصلاً، لكن ممكن تفتح لك أبواب مكنتش تتخيلها.
أما تاني خطوة فهي: خلي عندك عين للفرص العشوائية، الحظ مش مجرد صدفة
النجاح مش دايمًا نتيجة تخطيط مسبق، ساعات بييجي لما تبقى مستعد تستغل الفرص اللي بتظهر فجأة
والتاريخ مليان بأمثلة لاكتشافات عظيمة حصلت بالصدفة، زي اكتشاف البنسلين لما ألكسندر فليمنج لاحظ بالصدفة إن العفن بيقتل البكتيريا، تخيل لو كان فليمنج مركز بس على خطته الأصلية، ومش مهتم بالملاحظة الصغيرة دي؟
كان العالم هيفقد واحد من أعظم الاكتشافات الطبية
علشان كدا بدل ما تتحاول تتحكم في كل تفاصيل حياتك وتحط خطط، خليك مرن ومنفتح على التغيرات
الفرص ساعات بتظهر من غير مقدمات، وفرق كبير بين اللي بيكون مستعد لها وبين اللي بيتجاهلها لأنها مش جزء من خطته
وعارف إن التوهان واستغلال الفرص بدون هدف ممكن يخوفك وعلشان كدا الخطوة التالتة في النهج البديل، هي أنك تقبل عدم اليقين، ومتخليش الخوف يعطلك
أكتر حاجة بتمنع الناس من تحقيق النجاح هي الخوف من التغيير، الطبيعي إنك تحس بعدم اليقين لما تجرب حاجة جديدة، لكن الفرق بين اللي بينجح واللي بيفضل محلك سر هو القدرة على التعامل مع عدم اليقين ده
ستيف جوبز لما بدأ آبل، مكنش عنده خطة واضحة 100% لكل خطوة، لكنه كان جاهز يجرب، يغير اتجاهه، ويستغل الفرص. نفس الشيء مع إيلون ماسك اللي بدأ بمجالات مختلفة زي البرمجة، وبعدين انتقل للطاقة الكهربائية، واستغل الفرصة في الفضاء، ومع ذلك كل مشروع اشتغل عليه بقى نقطة انطلاق لحاجة أعظم.
فالفكرة مش إنك تتخلى عن خططك، لكن إنك تكون مستعد تراجعها، وتعدلها حسب الظروف والفرص اللي بتظهر قدامك أحيانًا أكبر نجاحاتك بتيجي من قرارات كنت متردد فيها في البداية، لكنها غيرت مجرى حياتك
اخر خطوة بقى لأني عارف إنك زهقت
الخطوة الرابعة هي: استكشف بذكاء، مش بعشوائية
هتقولي ازاي أربع خطوات ما أنت قايل فوق 3 يا أخضر: (الاستكشاف - والفضول - والمرونة)
أقولك معلش بقى منا كمان مكنتش مخطط للاسكريبت وأنا بكتب ولاقيتهم أربعه دلوقتي.. هي جت عليا أنا يعني، لازم أطبق مبدأ العشوائية في الحلقة دي هيهيهيهيهيهيهيه
المهم، أكيد مش معنى كل كلامي اللي فات إنك تفضل تايه من غير هدف، لكن كل اللي بطلبه منك إنك تدي لنفسك مساحة للاكتشاف الذكي
يعني خد عندك مثلًا الشركات الناجحة مش بتبدأ بمشروع نهائي جاهز، لكنها بتراقب احتياجات الناس الأول، وتعدل فكرتها بناءً على المعلومات اللي بتجمعها
نفس الفكرة تنطبق عليك: خد وقتك في الاستكشاف، جرب حاجات جديدة، لكن برضو راقب النتائج وخد ملاحظات علشان تقدر تستفيد من كل تجربة، الاستكشاف من غير وعي ممكن يكون مضيعة للوقت، لكن الاستكشاف الذكي هو اللي بيسمح لك تبني معرفتك وتستغل الفرص بطريقة تخدم مستقبلك.
__________
أخضر بيقولك
خدت بالك يا صديقي إني مقولتش هو ايه موضوع الحلقة؟
ولا حتى حكيت ليك قصة للعبرة
وده ليه؟
لأن أخضر عايز يقولك إن عقلية الهدف الصارمة كانت هتخليك تدور على معلومة واحدة في الحلقة وخلاص
لكن لو دخلت وأنت منفتح لكل الاحتمالات
هتتعلم أكتر عن الفضول
عن الإبداع
عن أهمية تقبل الخوف والتوهان
وطبعًا هتتعلم عن النهج البديل
وخليني اختم كلامي ف الحلقة دي بـ حاجة سريعة كدا..
عايز افكرك إن التمسك بخطة صارمة ممكن يكون أكبر عائق قدام نجاحك، لأنك لما تركز على طريق واحد بس، بتفوت فرص كتير ممكن تكون مستنياك في أماكن مكنتش حتى متخيلها. التاريخ مليان بحكايات ناس كانوا رايحين في اتجاه، لكن نجاحهم الحقيقي كان في اتجاه تاني خااالص
بدل ما تسأل نفسك: "إزاي أوصل لهدفي؟"، جرب تسأل: "إيه الحاجة اللي ممكن أتعلمها النهاردة وتفتح لي باب جديد؟" أو "إيه الخطوة الصغيرة اللي ممكن تاخدني لمكان عمري ما كنت أتوقعه؟"
الحياة مش خط مستقيم، دي لعبة فرص، والفرق بين اللي بيوصل واللي بيفضل واقف هو الجُرأة والمرونة... فهل عندك الشجاعة إنك تسيب الطريق يرسم نفسه، بدل ما تحاول ترسمه بنفسك وبالمسطرة؟! عند؟؟؟ قوووولي في الكومنتات
وبس كدا يا صديقي، يلا بقى سلام..