شيطان الظهيرة…تشريح الاكتئاب

أفكار مشوشة
في مرة سمعت اخويا بيكلم واحد صاحبه بيتفق معاه إنهم يتقابلوا بعد كام يوم، والمكالمة كانت مليانه ضحك وهزار، وتاني يوم بعد المكالمة لقيت أخويا بيقولي فلان مات أنا لازم اروح أودّعه!
فيه لحظات كده بتخلى الإنسان يفتح عينه من الصدمة وميتكلمش، منها موت الفجأة، أصل الفراق فكرة غريبة أوي، مع إنها بتتكرر كل يوم مع الناس كلها، بس كل مرة بنخاف ونتفاجيء وعنينا تفتح على آخرها من الصدمة، بس فلان ده كان انتحر للأسف..
شخصيتي العقلانية كانت بتخليني أشوف أي حد بينتحر إنه شخص مش منطقي، وإيه ممكن يخلينا نختار (الموت والحساب والمصير الأخير) على إننا نصبر على الحياة شوية؟
بس سبحان الله افتكرت أختي أول ما خلّفت، الحياة كانت جميلة، بتحب جوزها ومخلفه طفل شبهه، الحياة مستقرة وأخيرًا بتضحكلها، بس مرة واحدة يسيطر عليها شعور إنها عايزه تنهي حياتها حالًا!
بتقولي إنه شعور مكانتش قادرة تشيله ولا قادرة تفكر غير فيه! هل خوف من المسؤلية؟ هل تراكمات من الماضي واختارت أحسن وقت في حياتها عشان تظهر فيه؟ مرة واحدة الرؤية بقت ضبابية الاختيارات كلها بقت غلط، أفكارها مشوشة جدًا، ومعندهاش طاقة لأي حاجة، بس نفسها تشوف أسهل طريقة تخليها تتخلص من حياتها، رغم إن كلنا كعيلة كنا بندعمها، ورغم إنها شخصية عقلانية بشكل كبير يعني مش عاطفية ولا متهورة، تاني.. مين عاقل بيختار الموت والحساب على إنه يصبر شوية على الحياة؟!
كل الكلام ده هي مكنتش شايفاه، الحاجة الوحيدة اللي كانت شايفاها هي سواد رهيب، وبتقول إن ملهاش مُنقذ من السواد ده غير الموت!
وعشان أفهم مشاعرها اللي أنا مجربتهاش، وأقدر أساعدها، كان لازم اقرأ كتاب "شيطان الظهيرة…تشريح الإكتئاب" لـ Andrew Solomon، ودا الكتاب اللي حلقة النهاردة مبنية عليه..
أصل Solomon اتكلم عن الاكتئاب من زوايا كتير.. مش بس من بُعد نفسي، وفهمني كل المشاعر اللي الناس دي بتحسها من خلال تجربة الكاتب الشخصية مع وحش الإكتئاب والتحديات اللي واجهها ومن خلال طرحه لتجارب ناس حقيقية حواليه..
خلينا بقا نسأل الأسئلة المهمة..هي إيه أسباب الإكتئاب؟ ليه البشر بتكتئب؟
احنا ليه بنكتئب؟ 👀
التجربة اللي عاشتها أختي علمتني حاجة مهمة، وهي إني أبطّل أحكم على الناس وأنا مش عارف ومش فاهم هما بيمروا بإيه، لإني اختبرت معنى إن الناس يبقوا مش شايفين أي فايدة من الحياة، رغم إن أختي في حالاتها العادية كانت بتشوف الكلام ده عبيط أوي، لأن شخصيتها العادية شخصية متفائلة لأقصى حد، فدايمًا شايفه الحياة حلوة وفيها حاجة تستاهل تتعاش، بس اللي حصل مرة واحدة ده غيرلنا حساباتنا كلنا.
ويمكن أول سؤال جه على بال أي حد دلوقتي، هو الاكتئاب ده حصل ليه أصلًا؟
- الفكرة المعروفة دايمًا إن الإكتئاب بيجيلك لما حاجة سيئة كبيرة تحصل في حياتك، وبتكون دماغك مش قادر يتعامل مع كمية القلق والتوتر والحزن اللي بتحس بيه، بس في حالة أختي الموضوع كان غريب، هي جالها اكتئاب في أكتر مراحل حياتها كانت مستقرة، لدرجة إنها قالت مستحيل يكون اكتئاب ومحتاج علاج ، وإن المشاعر اللي حساها دي أكيد حقيقية، أكيد مشاعر العدمية دي هي الصح، وأكيد لازم تنهي حياتها عشان تحس براحة، يعني بمعنى أوضح بتقول إنها لازم تستجيب لأوامر عقلها وقلبها لأن هما بيقولوا كدا دلوقتي!
- طب إيه هو الاكتئاب بالمعنى المتعارف عليه؟ أندرو سولمون بيقولنا :"إذا كنت تشعر بالسوء دون سبب في معظم الأوقات فأنت مكتئب، وإذا كنت تشعر بالسوء معظم الوقت لسبب ما فأنت مكتئب أيضًا، وإذا كانت مشاعرك تعيقك عن آداء المهام اليومية فهي اكتئاب حاد، وإذا كانت مجرد تشتيت للانتباه فهو ليس حادًا"
- والاكتئاب بردو ساعات بيتصنف إنه كميائي يعني لأسباب إنت ملكش دخل فيها، أو نفسي يعني بسبب ظروف إنت اتحطيت فيها وأذيتك، أو كانت أكبر منك فمقدرتش تتعامل معاها بشكل صحي..
بس ساعات كلمة اكتئاب "كيميائي" بتريح الناس شوية، عشان بيحسوا إن الموضوع يتحل بشوية أدوية، وكمان ده بيخفف من عليهم مشاعر المسؤلية اللي ممكن يحسوها لو كانوا مش راضين عن شغلهم، أو قلقانين بسبب أنهم بيكبروا في السن، أو فشلوا في الحب، أو إنهم يكونوا بيكرهوا عائلاتهم ومش قادرين يتعاملوا معاهم، أو حتى بيعانوا من ضيق مادي، أو يمكن فارقوا شخص غالي عليهم،..والأسباب كتير، بس ساعات الإنسان مبيحبش يتعامل مع أحزانه بجد، فبيرتاح أوي لما يعرف إن الإكتئاب اللي عنده مجرد اختلال في الهرمونات أو المُسْتَقْبِلات العَصَبِيَّة وإنه حاجة تتحل بشوية أدوية فمش محتاج يتكلم مع حد في أحزانه، لإن الكلام نوع من التعري من وجهة نظره، ومحدش بيحب يكشف ضعفه قدام الناس، فلو شماعة الأدوية موجودة ناس كتير بتستسهل الطريق ده ويقولوا لو دمااغي مُهيأ أصلًا للاكتئاب فمافيش داعي أصلا ألوم نفسي فيعني فيه نوع من التحرر اللطيف من الذنب.
- ولو بنتكلم عن أسباب الاكتئاب فحاول تفكّر معايا في صدمات الطفولة والصعوبات اللي واجهتها على مدار حياتك، لإن كل ده بيغير في كيميا دماغك، بس الموضوع مش كيميا بس، لإن فكرة إنك تقيس لأي مدى تجربة معينة غيّرتك أو أثرت فيك فكرة صعبة جدًا، يعني تأثير الاكتئاب على الجسم صعب يبقا ملموس، زي مثلا مرض السكر الناتج عن نقص الانسولين واللي بيتعالج عن طريق تزويد الجسم بالإنسولين وتثبيته في الدم، أما الإكتئاب فهو مش نتيجة نقص حاجة معينة ينفع تتقاس، يعني ساعات لما بنرفع مستويات السيرتونين في الدماغ ده بيحفز عمليات بتخلي بعض مرضى الاكتئاب يحسوا بتحسن، بس العلماء اكتشقوا إن ده مبيكونش بسبب نقص مستويات السيرتونين اصلا، وإلا كان هيبقا العلاج البديهي إن لو حاجة ناقصة في الجسم نضخهاله بكثرة فيبقا كويس، يعني ندي الجسم اتنين كيلو سيرتونين فيتحسن!!
بس العلماء اكتشفوا إن الكميات الكبيرة مش بتساعد بشكل فوري ولا حاجة، ولكن ضخ كميات معقوله بشكل منتظم ممكن يفرق كتير في الحاله التفسية للمريض.
كمان تعليق مشاكلنا ومشاعرنا على شماعة نقص السيرتونين مش بيحبه الدكاترة النفسيين؛ وبيقولوا لو افترضنا إن الحزن شيء كميائي بحت، فالذكاء شيء كميائي، والشر شيء كميائي واللي هيقتل هيقول بدوافع كيميائية، وعشان كده بيقول ديفيد ماكدويل :"مسألة السيرتونين تلك هي جزء من الأساطير العصبية الحديثة."
- وللأسف الزيادة الكبيرة في معدلات الاكتئاب دي بسبب وتيرة الحياة السريعة والفوضى والتكنولوجيا المفرطة واغتراب الناس عن بعض وانهيار الهياكل التقليدية الأسرية، والشعور بالوحدة، وعدم بحث الناس عن شيء يؤمنوا بيه بشكل مطلق ويكون حقيقة ثابتة! يعني غياب الدين وغياب فكرة الإيمان بالله وفكرة وجود المنقذ العدل الحق الرحيم الغفور الذي لايظلم الناس، غياب الفكرة دي عن بعض الأذهان ممكن تجنن الناس، أصل لو ربنا بالنسبالهم مش موجود فالحياة بقت عبثية أوي! إيه جدوى الخير والشر، إيه جدوى الصح والغلط، طالما مافيش ثواب وعقاب، يبقا إحنا عايشين في قانون الغابة، ناس كتير مش بتستحمل الفكرة دي ومبتقدرش تكمل في الحياة عشان بتحس إنها غير عادلة!
- ناس تانين بيكتئبوا بسبب غياب الحب في حياتهم، من صغرهم في مشاكل أسرية ولما كبروا بردو مقدروش يلاقوا الحب الحقيقي اللي يقبلهم ويدعمهم.
وبغض النظر عن الأسباب، بس طريقتنا كلنا في التعامل مع المشاعر مختلفة:
أنماط الشخصيات المصابة بالإكتئاب:
يعني زمان كنت بتعامل مع الناس المصابين بالإكتئاب على إنهم لازم يكون عندهم صبر وشجاعة وكإنه زرار بيضغطوا عليه فبيبقوا كويسين، لما حد من المقربين مني جرب المشاعر دي على حقيقتها، بدأت اتعاطف وأفهم إنهم مش بيتدلعوا لما شوفت الموضوع عن قرب الرؤية طبعًا اختلفت، ولما قرأت الكتاب ده وشوفت إن أنماط شخصايتنا بتخلي طريقة تعاملنا مع الإكتئاب تختلف من شخص للتاني، وإن تفاعل الاكتئاب معانا بيختلف باختلاف عوامل كتير أوي، فمستحيل تلاقي شخص متشابه 100% مع حد تاني، لإن فيه عوامل كتيره بتتحكم في طريقة رؤيتنا للأشياء وردود أفعالنا عليها زي طريقة النشأة، والبيئة المحيطة، حتى الكاتب بيقول إن نوع الولادة بيفرق! سواء طبيعية أو قيصرية، وصعوبات التعلم والحركة اللي بيواجهها الطفل، وأول صدمة بيحسها، سواء في الانفصال عن والدته في الرضاعة أو دخول المدرسة والحضانة، مرورًا بقا بالأحداث الحياتية الصادمة اللي أي حد مننا بيعيشها لما الحياة تعطيه على وشه كام مرة كده.
فالنتيجة إن بيبقا عندنا ناس شجاعة في مواجهة الاكتئاب وساعات بيواجهوه بغرور وكبرياء أصلًا، حتى الكاتب بيفتكر إن واحد صاحبه كان عايز يموت نفسه بشدة بس اللي كان مانعه بس كبرياءه إن الناس يقولوا عليه فشل في حياته أو مقدرش يتعامل معاها، ومع الوقت ومجاهدة نفسه عرف يتغلب على المشاعر دي فعلًا!
فهتلاقي ناس رغم إن الإكتئاب ماسح بيهم البلاط إلا إنهم مُنتجين وبيروحوا ويجوا وفي قمة نشاطهم.. بيحاربوا مشاعرهم، وهتلاقي ناس تانية من أقل ألم وتعب بيقعدوا في السرير! الموضوع مالهوش علاقة بحد بيتظاهر أو بيمثل، هي قدرات وأنواع شخصيات وطرق تربية، ولازم نفهم دا كويس.. بس هي أي ألم نفسي نحس بيها يعتبر اكتئاب؟ سؤال مهم.. خليك معايا وهقولك..
هل كل ألم اكتئاب؟
في يوم من الأيام بعد ماكانت اختي كل يوم بتفكر ترمي نفسها من مكان عالي وتخلى الحياة تخلص بسرعة، وبعد محاولات كتيره لفهم طبيعة مشاعرها ومحاولة علاجها وبعد يئس من إنها تبقا كويسة، صحيت في مرة من النوم لقيت نفسها على غير المعتاد حاسه إنها كويسة! بس كده من غير أي سبب مفهوم! منعرفش كانت فترة لخبطة هرمونات وراحت، ولا كانت لخبطة في حياتها ولما اتعدلت هي بقت كويسة، المهم إنها بقت كويسة بشكل سحري.
طبعًا من وقت للتاني كده بيجيلها فكرة إنها لسه متعافيتش تمام التعافي وإنها زي اللي بيكنس تراب وبيحطه تحت السجادة، وإن مشاعرها قررت تحميها بطريقة الهروب بدل المواجهة لإن المواجهة والحزن كانوا حاجة صعبة على شخص محب للحياة زيها!
بيقولك بقا عشان تقيم المشاعر اللي انت حاسسها دي بتندرج تحت أي فئة بتقيسها بالزمن، فلو استمرت المشاعر السيئة دي عشر دقايق فهي حالة مزاجية غريبة وسريعة الزوال، ولو استمرت عشر ساعات فهي حمى مزعجة، ولو استمرت سنوات فهي مرض عميق!
بس مافيش حياة من غير ألم، الألم هو الحقيقة الثابتة، دائمًا هتلاقي نفسك متألم عشان حاجة، بتحن لحاجة في الماضي، متألم عشان قلقان على المستقبل، بس دايمًا فيه منغصات، ونقيض الألم مش الراحة، ولكن الملل! تخيل لو الحياة ماشية بوتيرة واحدة، كل حاجة كويسة، مافيش حد بيزعل حد وكل اللي عايز حاجة بياخدها، الناس هتموت في بعضها بردو من كتر الملل!
فالألم شيء صحي وبيه بنعرف الفرح ونقدّر الروتين ونحمد ربنا على اليوم العادي :))
المشكلة بس إننا لما بنحس بالألم مش بنتعامل معاه بشكل صحي، حتى لو سمعنا إن حد بيعاني من الاكتئاب وبيإذي نفسه أو عنده أفكار انتحارية محدش بياخدها على محمل الجد، الإنسان الصحيح بيبقا مش مصدق إن ممكن حد يكون عنده مرض مخليه يشوف الحياة كلها سوده وشايف الموت هو النقطة الوحيدة المنورة!
على فكرة الإحصائيات بتقول إن 15% من المصابين بالإكتئاب بينتحروا في الآخر، بس الرقم ده بينطبق بس على المصابين بالإكتئاب الحاد، بينما الإكتئاب الخفيف بينتحر بسببه من 2 لـ 4 % من المصابين بيه!
وده بردو رقم كبير وبيتزايد للأسف.
ومش بس الأرقام تخوف.. المرعب كمان إن فيه مشكلة في المحيطين بالمكتئبين طول الوقت، إنهم بيتوقعوا منهم يتعافوا بسرعة، مافيش مساحة حقيقية للمكتئب في مجتمعنا، وكإننا بنقوله بص الحياة كده كده ماشية، هتيجي معانا ولا هتفضل في أحزانك لواحدك؟
ماهو محدش بيحب يبقا قريب من الألم والمتألمين، هتلاقي المكتئب متحاوط دايما بنصايح من نوعية "خليك شجاع/ خليك قوي/ خد علاجك/ إعمل رياضة/ إرمي الذكريات الوحشة ورا ضهرك/ اهتم بأكلك" نصايح شكلها مبتذل لأي حد بيمر بمعاناة ومش قادر ياكل ولا يشرب ولا يتحرك وحاسس بالشلل التام! بس الكاتب شايف إن أهم نصيحة ممكن نقولها لشخص مكتئب هي إنه يقاوم الإكتئاب وميسحمش ليه إنه يبقا رفيق مألوف، بل يمنع الأفكار المؤلمة إنها تغزو دماغه، وأول مايبدأ تفكير في حاجة حزينة يوقف بسرعة وميسيبش نفسه فريسة للأفكار دي تلتهمه وتدخله في نوبة من الإكتئاب.
بيشل حياتك كلها..
وتعالى أقولك ازاي الاكتئاب بيأثر على جسمك لأن الموضوع مش نفسي وبس..
إيه اللي بيحصل في أجسامنا وقت الإكتئاب؟
أو على الأقل تبقى عارف المكتئب بيمر بـ ايه وتعذره..
في تغييرات كتير بتحصل أثناء نوبة الإكتئاب، فيه تغييرات في وظائف النواقل العصبية، وزيادة أو نقصان للاستثارة بين الخلايا العصبية، وكمان نقص الإيض في القشرة الامامية او فرط الإيض في المنطقة نفسها، وارتفاع مستوى هرمون الغدة الدرقية، واضطراب وظيفة اللوزة الدماغية، وممكن كمان منطقة ما تحت المهاد، وتغيير مستويات الميلاتونين، وزيادة البرولاكتين، وتشوه إفراز الكورتيزول، وزيادة تدفق الدم إلى الفص الجبهي لنصف المخ الأيسر.
حاجات كلها علمية ومش قادر تتخيلها صح؟
أحب أقولك إن كل الحاجات دي بببساطة:
- بتأثر على مزاج المكتئب؛ فالشخص يحس بحزن مستمر أو فقدان المتعة في أي حاجة كان بيحبها.
- وبتأثر على الطاقة، بحيث الشخص دايمًا يبقى حاسس بالتعب والإرهاق حتى من أقل مجهود.
- كمان تركيز المكتءب مبيبقاش بخير.. فيلاقي نفسه مش قادر ينجز مهامه اليومية أو يفهم المعلومات بسهولة.
- بردو استجابة الشخص للمواقف بتبقى مش طبيعية؛ يا إما منفعل جدًا أو مش مهتم خالص بالحاجات اللي حواليه.
- ونقص الإيض بقى بيأثر على اتخاذ القرارات والتخطيط، يخليه مش قادر يحدد أولوياته أو ينظم يومه بشكل كويس.
- وأكيد أكيد نوم وأكل المكتئب مبيبقوش تمام نهائيًا.. بيكونوا أسوأ حاجة على الإطلاق.
- لأ وبردو الجهاز المناعي بيكون أضعف عند المكتئب فممكن يتعرض لأمراض والتهابات بسهولة للأسف..
أظن دي حاجات كافية تخلينا نتصور وضع المكتئب عامل ازاي رغم إن دول مش كل حاجة!!
دليل النجاة والتعافي من الاكتئاب
طب أين المفر؟ نعمل ايه عشان نتعافى من الاكتئاب..
فيه دراسات بتقول إن ممكن نتعامل مع الإكتئاب عن طريق معالجة نظام الكورتيزول بشكل مباشر، وهو الهرمون المسؤل عن التوتر بدل ما نشتغل على السيرتونين ، وفيه دكاترة بيقولوا إنهم عالجوا مرضاهم عن طريق الكيتوكونازول اللي هو دواء بيقلل الكورتيزول، وفي الوقت الحالي العلاج ده ليه أضرار جانبيه كتيرة، والشركات بتحاول تلاقيله بديل، لإن التعامل مع هرمون الكورتيزول لازم يبقا بحذر عشان هو المسؤل عن الكر والفر يعني الطاقة اللي بتساعد الإنسان على النضال في مواجهة الصعوبات، ومهم كمضاد للالتهابات ولاتخاذ القرارات ومهم لتحفيز جهاز المناعة إنه يشتغل في مواجهة الأمراض المعدية، فمش مطلوب خالص إننا نلغيه بل التوازن مهم.
وبعدين ظهرت دراسات بتقول إن المشكلة مش في الكورتيزول نفسه، بس في مستقبلات الكورتيزول، اللي لو قلت في قشرة الفص الجبهي هيبقا صعب إن الجسم يتعامل أو يتخلص من الكورتيزول في المنطقة دي بالشكل وبالسرعة اللي المفروض تحصل في الطبيعي.
وعشان كده الدكاترة بتنصح إنك مش بس تاخد الأدوية خلال نوبات الاكتئاب لأ ده انت بتكمل عليها كجرعة وقائية عشان لما مستويات هرمون التوتر بتزيد أكتر من مرة ده بيدمر الخلايا العصبية اللي المفروض تخفض مستويات الكورتيزول بعد نوبات الغضب.. بس مش محتاج أقولك إن كل دا لازم يكون بإشراف طبي ومتعملش أي حاجة من نفسك..
أخضر بيقولك
بص بقى.. أنا كأخضر عايز أقولك إن الكلام عن الإكتئاب مستحيل يخلص في قعدة واحدة كده، الموضوع مليان دراسات ومناقشات، ورحلة التعافي ساعات بتبقا صعبة أوي ومحتاج فيها كل كلمة وكل دعم من اللي حواليك، وساعات بتبقا سهلة أوي ويخلص من غير ماتحس!
المهم تبقا عارف إنه مرض غريب مش بس ممكن يجي في وقت حياتك متهدده فيه بالخطر، أو خسارة حد بتحبه أو فكرة سيئة عن نفسك.. دا ممكن بردو يفاجئك ويجيلك في وقت تغيير إيجابي في حياتك زي إنجاب طفل أو الزواج أو الحصول على ترقية مستنيها من زمان، حاجات هتفجّر فيك الاكتئاب زيها زي الموت والخسارة بالظبط!
يمكن عشان الوصول للأهداف بتحس بعده بالعدمية وإن خلاص وصلت للحاجة اللي بسعالها من زمان..هعيش أعمل إيه تاني؟ يمكن ده وقت ظهور الاسئلة الوجودية، وإيه معنى الحياة؟ يمكن صفاء الذهن هو الفرصة الوحيدة للأحزان الداخلية إنها تطلع على السطح وتعلن عن نفسها عشان تقولك ده وقت إنك تتعامل معاها؟
الله أعلم إيه السبب الحقيقي للإكتئاب ولاختياره الوقت اللي بيجيلنا فيه، المهم إنه حقيقي وموجود، وإن وجود الحب والإيمان بالله، بقدرة أعلى منك بيخفف كتير من شعورك بالعدمية، وإن الحياة فيها حلو كتير يستاهل نعيشله ونجربه ومنستسلمش :)).
متنساش تقولي في الكومنتات تجربتك مع الحزن والألم.. ولو ليك تجربة مع الاكتئاب.. ربنا ينجينا كلنا!!
وبس كده
سلام.