دليل النجاة الفردية

Book-Cover

مقدمة

إن طلبتُ منك أن تتخيل معي يا صديقي أسرع امرأة في العالم، ماذا سيخطر ببالك؟ بالتأكيد امرأة رياضية جدًّا وصحتها جيدة، أليس كذلك؟ 

لكن هذا ليس حقيقيًّا، فأسرع امرأة في العالم مُصابة بشلل الأطفال، وعانت في استخدام رجلها اليسرى، ومع ذلك استطاعت أن تحرز ثلاث ميدليات ذهبية في بطولة أولمبية واحدة.

هذه الحكاية حكاية بنت أمريكية من أصل إفريقي، اسمها "ويلما رودولف | Wilma Rudolph"، وُلِدَت قبل موعدها، وكانت مصابة بأمراض كثيرة في وقت لم يكن للأفارقة الأمريكيين فيه أي دعم طبي، وظروف أهلها المادية أيضًا لم تكن جيدة، لكن كل هذا لم يَعُقْ طريقها! 

كيف حدث هذا؟ معجزة طبية مثلًا؟ لا، نهائيًّا.

عندما سُئِلَت ويلما قالت بكل بساطة: "قال لي الأطباء إنني لن أقدر على المشي مرة أخرى، لكن أمي قالت لي إني سأقدر على المشي والجري أيضًا، فصدقت أمي!".

تأثر الدكتور النفسي أحمد أبو الوفا بهذه القصة جدًّا، وجعلته يفكر في تأثير كلمات الأهل في أطفالهم وتكوين معتقداتهم عن أنفسهم وعن الحياة كلها، وهنا شعر بالرعب!

وبدأ يسترجع كل الكلام الذي قاله لابنتيه وصدقتاه، هل هو يساعدهم فعلًا كما يظن أم يقدم إليهما تصورًا خطأً عن الحياة؟ وهل هما قادرتان على اكتشاف الصواب؟ 

هدف النجاة 

لنبدأ الأمر من أوله، إلامَ يحتاج الطفل بمجرد أن يُولد؟ ما هدفه في الحياة؟

هدفه النجاة يا صديقي، إذ يُولد الطفل وعنده غريزة البقاء، لكن لأنه لا يقدر أن يحقق لنفسه النجاة أو يلبي احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب وحماية، يعتمد على أب وأم، وسنسميهما مُقدمَي الرعاية، وهما اللذان يحققان له كل هذا، ويستخدمهما للاطلاع على العالم والبيئة من حوله.

أي إن العلاقة الأولى في حياة أي طفل هي علاقته بمقدم الرعاية هذا، وهذه العلاقة تمثل بيئته كلها ومفتاح نجاته!

ولا يستطيع الطفل أن يتأكد من نوع هذه العلاقة إلا بالمشاعر، فمشاعر مُريحة تعني طفولة سعيدة وحبًّا واهتمامًا، ومشاعر ضاغطة تعني حدوث شيء خطأ في هذه العلاقة وفي هذه الفترة، وما حدث -أيًّا كان- سيؤثر في هذا الطفل بقية حياته. لِمَ كل هذا؟

يرجع الأمر إلى نظرية اسمها التعلق، أسسها العالم البريطاني "جون بولبي | John Bowlby"، الذي عاش طفولته كلها دون حب أو اهتمام أو تواصل عاطفي، ولم يفهم تأثير ما حدث له إلا عندما وصل إلى الستينيات من عمره، عندما بدأ يكتب للتعافي الشخصي، وفي طريق تعافيه أسس نظرية التعلق.

تقول النظرية إن الأمان والتواصل العاطفي للطفل في سنوات حياته الأولى شيء ضروري جدًّا، وعدم وجوده يترك أثرًا في الطفل طوال حياته.

يقول بولبي إنه يوجد سيناريوهان للطفل: إما أن يشعر بالأمان وينمو بثقة فيستطيع أن يتحرك ويبتعد عن مصادر أمانه بالتدريج، ومن ثم يكبر عالمه، لكنه يعرف أن بإمكانه الرجوع إلى مصدر أمانه إن خاف، ثم يتحرك مرة أخرى وهكذا، ومن ثم يشعر أنه آمن، وأن البشر جيدون، والعالم مكان صالح للعيش، وتنمو قدراته كلها.

وإما الوضع الثاني، وهو أن يعتقد أن العالم مكان غير آمن وأن البشر خطر، وأنه غير قادر على التعامل معهم. 

والأمان عند الطفل هنا هو القدرة على النجاة، والنجاة في هذه السن تتوقف على وجود علاقة عاطفية مع مُقدم رعاية مهتم، عنده مشاعر حقيقية صادقة ناحية هذا الطفل.

هذه العلاقة اسمها التعلُّق، وهي لا تحدد نجاة الطفل فقط، بل تمتد إلى أبعد من هذا وتحدد كيف سيتعامل الطفل مع نفسه والعالم والناس من حوله، ويظهر هذا كله في تصرفاته وسلوكياته.

والسؤال هنا، كيف أضمن أن تكون هذه العلاقة آمنة؟ أو ما مكوناتها؟

ماهية العلاقة الآمنة 

تعتمد العلاقة الآمنة على صفات كثيرة، لكن الدكتور أحمد ذكر منها أهم صفتين فقط، هما الانتظام والكفاءة.

ماذا تقصد؟

الانتظام هو أن يكون مُقدم الرعاية متاحًا للطفل كلما احتاج إليه، فلا يصح أن يُتاح تارة ولا يُتاح تارة أخرى.

والكفاءة تعني أن يجد الطفل ما يحتاج إليه في الوقت نفسه، فعندما يجوع يجد طعامًا وليس تربيتًا، وإن احتاج إلى مشاعر لا يجد وجهًا عابسًا. 

وإن غابت صفة من الاثنتين فسيوجد نمط آخر من التعلق، وهو التعلق غير الآمن.

للتعلق غير الآمن ثلاثة أنواع:

-  تعلق غير آمن من النوع القَلِقْ: يحدث بسبب غياب صفة الانتظام، ومن ثم يكون الطفل خائفًا قَلِقًا بسبب غياب مقُدم الرعاية، وهنا تتناقض مشاعره مع مُقدِّم الرعاية بين التعلق الشديد والغضب منه بسبب غيابه. 

- التعلق غير الآمن المضطرب: يحدث بسبب غياب الكفاءة، فهنا الطفل هو الذي يحمي نفسه، ومن ثم تتكون علاقة غير مستقرة بينه وبين مُقدم الرعاية، لأنه يحبه طبعًا لكونه من أهله، لكنه يكرهه لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يحميه، ويمكن أيضًا أن يكون عبئًا عليه.

 - وماذا عن عدم الكفاءة والانتظام؟ هذا هو النوع الثالث من التعلق غير الآمن، وهو النوع التّجنبي، هنا يعتمد الطفل على نفسه كليًّا، ولا يتأثر أبدًا بغياب مُقدم الرعاية، لأنه مستقل عنه عاطفيًّا وجسديًّا، وسيكبر هذا الطفل ويتجنب دخول أي شخص في حياته.

إذًا فهذه العلاقات الآمنة للأطفال لا تحتاج إلى أهالٍ مثاليين لا يخطئون، بل تحدث مع أهالٍ عاديين يصيبون ويخطئون، لكن هذه الأخطاء ليست نمط حياة، وهذا هو الفرق بين الأهل غير الناضجين عاطفيًّا الذين سنتكلم عنهم في ما بعد، والأهل العاديين الجيدين.

وقبل أن ننتقل إلى أخطاء الأهل ونشمر عن ساعدينا، نحتاج أن نقول شيئًا مهمًّا جدًّا..

قاعدة النجاة الفردية صفر ⚠️

هذا الكتاب لا يهدف إلى أن تتشاجر مع أهلك أو تلومهم على ما فعلوه معك وأنت صغير، ولا حتى أن تغضب منهم، بل يهدف إلى أن تفهم أي مشكلة عندك وتصلحها، وهذا لن يحدث إن أقحمت نفسك في مواجهات غير مجدية، لذا سنخبرك ببعض الأشياء، ضعها حلقة في أذنك..

- أولًا: أغلب الأهالي الذين ارتكبوا هذه الأخطاء كانت نياتهم سليمة، وكانوا متخيلين أنهم يساعدون أبناءهم ويوصلونهم إلى بر الأمان. 

- ثانيًا: مشكلتك ليست مع الشخص الموجود حاليًّا، وصورة والدك أو والدتك الموجودة في دماغك غالبًا لم تعد موجودة أصلًا.

- ثالثًا: لا تشك في مشاعرك تجاههم أو مشاعرهم تجاهك، إن شعرت في لحظة أنهم يحبونك فهذا حقيقي، والأذى الذي حدث -أيًّا كان- لا يعني أن المحبة لم تكن حقيقية، ألا يُقال "ومن الحب ما قتل"؟

- رابعًا: هم أيضًا يعانون، أيًا كان ما فعلوه معك، فقد كان له سبب، نعم هذا ليس مبررًا، لكن من المهم أن نفهم أن هذا لم يحدث من فراغ.

- أخيرًا: لا تتخيل أنك تستطيع أن تغيرهم؛ سبق السيف العذل! 

فإن وجدت أي سلوك مما سنقوله ينطبق على أهلك، فافهمه واعرف كيف يمكنك أن تتخلص من آثاره، لكن لا تتشاجر ولا تطلب تعويضًا، وأيًّا كان ما حدث، فإصلاحه الآن مسؤوليتك أنت! 

حسنًا.. من هم الأهل غير الناضجين؟

أنواع الأهل غير الناضجين

لنعرف من هم سنعتمد على محورين، الأول محور الكفاءة وقدرة الأب أو الأم على تلبية حاجات الطفل، والثاني وجود المشاعر والقدرة على ملاحظة مشاعر الطفل والاستجابة لها.

وحسب هذين المحورين يوجد نوع واحد فقط ناضج عاطفيًّا، وهو الأب الكفء العاطفي، واسمه الأب ذو السلطة الحانية، وهو على ما يرام، لذا لن نتكلم عنه.

وسنجد أربعة أنواع للأهل غير الناضجين عاطفيًّا:

- الأول: أب كفء، غير عاطفي، وهو الأب الدكتاتوري.

- والثاني: أب غير كفء، عاطفي، وهو المتساهل.

- الثالث: أب غير كفء وغير عاطفي، وهو الأب السلبي.

- الرابع: غير منتظم في سلوكياته.

سنبدأ بأول نوع من الآباء غير الناضجين عاطفيًّا، وهو الدكتاتوري..

الآباء من هذا النوع ليسوا خالين من المشاعر، لكنهم يحبون أن يكون كل شيء مضبوطًا، ويطلبون الإتقان والمثالية من أولادهم، ومع الأسف يهملون مشاعرهم.

كما أنهم على يقين أن ما يفعلوه هو الصواب وأنهم يعرفون أكثر منهم، ومن ثم يتدخلون في كل التفاصيل، ويمارسون رقابة شديدة ويعطون تقييمات مستمرة.

وكل هذا يتسبب في مشكلات كثيرة عند أبنائهم، مثل:

 - نقص الثقة بالنفس وصعوبة في الاستقلال، لأنهم اعتادوا التوجيه التام والتقييمات المستمرة.

- الصعوبة في التعامل مع المشاعر، فمن البداية لم تُتَح لهم مساحة للتعبير عنها.

- ومع أن الابنة أو الابن هنا يكره الشخصية السلطوية، يمكن أن ينتج عن هذا التحول إلى نسخة سيئة من الأب هو لا يرغب فيها أصلًا.

- ومن ثم توجد مشكلات في العلاقات، لأن أطفال هذا النوع لن يرتاحوا إلا وهم مكان الأب المتسلط في علاقاتهم، أو يكون شريكهم هو الدكتاتور، لأنهم لا يعرفون أشكالًا أخرى للعلاقة.

والنوع الثاني عكسه تمامًا، وهو الوالد المتساهل..

هذا النوع طيب جدًّا ويحب أولاده، ومع ذلك يؤذيهم، كيف؟

- الأب المتساهل لا يملك القدرة على أن يضع نظامًا لأولاده، ومن ثم يفشل في توجيههم وإرشادهم.

- كما أنه يكون صديقًا لأولاده أكثر من اللازم، وتشعر أنها صداقة فعلًا بين أشخاص في السن نفس، وفيها درجة من الاعتمادية العاطفية على الطفل ليكون هو المسؤول.

- ولو كان في الأسرة أكثر من طفل يُقدَّم طفل واحد على أنه المسؤول حتى عن الأب والأم، اللذين ربما لا يستطيعان التصرف في أوقات الضغط.

وكيف يؤثر هذا في الأبناء؟ ينتج عن هذا النوع من التربية:

 - صعوبة في التحكم في النفس، وصعوبة في اتباع القواعد في العمل والمدرسة لأنهم لم يعتادوا هذا.

- مشكلات في العلاقات الاجتماعية إلا إن ارتبطوا بأشخاص متساهلين مثلهم.

- ويمكن أن يكونوا ماهرين في أعمالهم، لكن إن نظرنا إلى إحساسهم العام فهم لا يكونون راضين عن حياتهم، ولا قادرين على أن يشعروا بالإنجاز.

أما النوع الثالث فهو النوع السلبي..

هذا النوع لا يهتم بما يحدث في بيته، لأن أهم شيء عنده ألا يزعجه أحد، فلا يهتم بأي تفاصيل خاصة بعائلته، وليس لديه أي توقعات من أبنائه.

إذًا ماذا يحدث للأبناء؟

- مع الأسف، من نشؤوا مع أهل سلبيين لا يتعلمون أساسيات الحياة من نظافة شخصية، وتناسق الملابس، والتواصل الاجتماعي السليم.

- كما أنهم يشعرون طوال الوقت أنهم عبء على غيرهم.

- يصعب عليهم أن يعبروا عن مشكلاتهم التي بالطبع سيحلونها وحدهم.

- يواجهون صعوبات دراسية وأكاديمية ومهنية، إذ لم يتوقع أحد منهم أي شيء.

آخر نوع من الأهل غير الناضجين عاطفيًّا هو النمط غير المنتظم، وهذا هو الأسوأ والأصعب في التعامل معه، لأنهم غير مُتوقعين ويمكن أن ينفجروا في لحظة، وتشعر كأن من حولهم يمشون في حقل ألغام خائفين قَلِقين دائمًا، وحياتهم كلها تدور على هامش هذه الانفجارات.

وتأثير هذا النوع من الأهل شديد القسوة والعمق، وهو من الأسباب الرئيسة لصدمات الطفولة أو كرب ما بعد الصدمة، لماذا؟

- لأن الطفل يمر بحالات عاطفية شديدة لوقت طويل دون أن يملك وقتًا ليهدأ، كما أن نموه غير كافٍ ليتعامل مع هذه الحالات.

-  هذا غير أنه يرى أن الأهل غير جيدين بشكل كافٍ وأنهم فاشلون، وهم السبب في هذه الانفجارات.

- ويرتعب الطفل من أن يغضب منه أحد، لأن خبرته عن الغضب تتمثل في الانفجارات، فيقدم كل التنازلات الممكنة لئلا يغضب منه أحد. 

- ومع الأسف يكون مُعرضًا أكثر للإصابة بأمراض نفسية.

وعامة الأطفال الذين يعيشون مع أهل غير ناضجين نوعان، نوع سيكمل مسيرة عدم النضج، ونوع سيحاول أن يصلح، وإن أردت أن تصلح يا صديقي فعليك بقواعد النجاة.

قواعد النجاة 

 - أول قاعدة للنجاة تتمثل في تفعيل وضع النجاة.. 

لقد قلنا إننا نولد ومعنا هدف النجاة، ويبدأ بشكل غير واعٍ في أول يوم في حياتنا، وما تحتاج أنت إليه الآن هو أن تفعَّل وضع النجاة وتحوله من فعل تلقائي لاإرادي إلى قرار عقلي واعٍ وخطة مقصودة تعرف بها مشكلاتك وآثار بيئتك، وتسَمِّي كل الأشياء بمسمياتها الحقيقية، ومن ثم تصلح.

 - ثاني قاعدة يجب أن تنتبه لها هي أن عقلك ليس دائمًا في صفك، وهذا طبعًا ليس عن قصد، لكنه في لحظات الخطر يحاول أن ينجو لحظة بلحظة، أي لا يهتم بغد أو بعد غد، فيمكن أن يقنعك أن بيئتك حاليًّا ليست خطرة، لذا ستحتاج إلى مجهود ذهني كبير لتقنع عقلك بوجود مشكلات في البيئة لا يمكن أن تتجاهلها.

 - وهذا ينقلنا إلى القاعدة الثالثة، وهي أن النجاة فردية، وهذه ليست أنانية أو وحدة، بل تعني أن تكون أهم شخص بالنسبة إليك، لأن رحلة النجاة هذه ستحتاج إلى كل مجهوداتك، وهذا حقك على نفسك.

 - رابع قاعدة للنجاة هي ألا تنتظر ما لا يأتي، فإن لم تحصل على كفايتك من الحب والاهتمام من أهلك، فلا تتخيل أنه سيأتي يوم ويعوضونك فيه عن هذا، حاول أن تقبلهم كما هم.

 - ويجب أن تنتبه أن الضرر الذي أصابك كان داخلك، أي في أفكارك أو مشاعرك ومعتقدات، لذا لا تحاول أن تنجو بتغيير من حولك، وابدأ بتغيير داخلك.

 - وهذا ينقلنا إلى قاعدة أخرى تقول إن حياتك مجموعة من الحكايات، ومن المفترض أن تتصرف بصفتك بطل هذه الحكاية، وتتحكم في سردها، أي تكون البطل والراوي، ولا تمسح لأحد أن يشكك في خبراتك أو مشاعرك.

 - ومن الضروري أن تنمي مهارة الملاحظة عندك، لأنها ستفيدك في أن تعرف الأشياء التي افتقدتها وأنت صغير، الحب مثلًا أم الدعم؟ وما تأثيرها فيك الآن؟ 

وعندما تجيب عن هذه الأسئلة ستعرف كيف تعوضها. كيف؟

الطفل الموجود بداخلك يحتاج إلى علاقة إصلاحية تصحيحية، ويقول الدكتور أحمد إنك يجب أن تكوّن العلاقة الإصلاحية لنفسك وتلبي احتياجاتك من الحماية والرعاية والدعم، ولا تنكرها. 

 - لكن هذا لا يعني أن تنعزل عن العالم، لا ينبغي أن تفعل كل شيء وحدك، وطبيعي أن تطلب المساعدة، حتى باتمان عنده "روبن | Robin"، فلا تبالغ.

 - ويجب أن تهتم بنفسك من كل النواحي، الرياضة، والأكل، والنوم، لأن رحلة النجاة تحتاج إلى أن تكون في أفضل وضع جسدي وعقلي ونفسي.

 - والقاعدة القادمة تنصحك بألا تعيش دور المظلوم، فتوقف عن الشفقة على النفس والشعور بالظلم وقلة الحيلة، لأن النجاة تتطلَّب أن تكون فاعلًا، لا مفعولًا به.

 - وآخر قاعدة من قواعد النجاة تقول إن النجاة فردية بالفعل، لكن وحدة النجاة مجموعة. ما المقصود؟ المقصود أنك تنجو بوجود أناس آخرين، لو تعودت منذ صغرك أن تُهاجَم بشدة عندما تخطئ، وعندما كبرت وأخطأت وجدت من يحتويك ويخبرك بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وتكرر هذا الأمر، سيبدأ عقلك يشعر بالأمان ويستبدل الشعور الأول المخيف.

وما حدث هذا يسمى تجربة إصلاحية عاطفية، وهي تصلح كل ما تعرضت له من أذًى، أي إنك تحتاج إلى الناس والحب والدعم لتنجو.

وأخيرًا.. تذكر يا صديقي أن قصتك لم تنتهِ، وما زلت تستطيع أن تغيرها وتنجو.