قوة الآن.. كيف تغير حياتك بإدراك هذه القاعدة

Book-Cover

المقدمة 

إيكهارت تول كاتب ومتحدث ألماني، وُلِدَ في كندا، ويعد واحدًا من أنجح الكتاب والمفكرين في عصرنا الحالي، تُرجِمَت كُتبه إلى عشرات اللغات وبِيعَ منها ملايين النسخ، بالإضافة إلى أنه يُستضاف في أكبر البرامج التليفزيونية في العالم، ليس هذا وحسب، بل إن كثيرًا من المشاهير على مستوى العالم يعترفون أن حياتهم تغيرت بعدما عرفوا إيكهارت تول.

من يرَ حياة إيكهارت حاليًّا يتخيل أنه كان هكذا طوال حياته، ولكن الحقيقة أن الكاتب كان يعيش حياة حزينة، وكان مكتئبًا للغاية حتى قرر أن ينهي حياته، وهنا لمعت في دماغه فكرة غيرت كل شيء، وهذه الفكرة هي التي كتب عنها كتاب اليوم، كما أنها سبب نجاحه الكبير عالميًّا.

مستعد لنعرف إيكهارت؟

حقيقة النفس.. اللغز الذي حل كل شيء

دخل إيكهارت تول في موجة اكتئاب شديدة جدًّا في أواخر العشرينيات، لم يكن يستطيع إنجاز المهمات البسيطة في حياته بسهولة، بالإضافة إلى أنه لم يكن يجد معنًى لأي عمل يؤديه مهما كان مهمًّا ومفيدًا، هذا غير الأسئلة الوجودية التي كانت تمطر على حياته، أسئلة ثقيلة مزعجة عن الحياة والموت وفائدة كل ما نعيش من أجله.

مع الوقت بدأت تعلو هذه الأصوات داخل رأسه وتفسد عليه يومه وتجعله غير قادر على النوم، بل وتمنعه من رؤية أي شيء إيجابي، أصبح بيته مكانًا مزعجًا، وصوت القطار الذي يمر من أمامه يثير أعصابه، شكل الحوائط والأرض، الزحام والناس والعمل، كل شيء ثقيل، وهنا قرر إيكهارت أن ينهي كل شيء، فما دامت هذه هي الحياة فمن الأفضل ألا أعيش!

في عيد ميلاده الثلاثين تقريبًا، وفي بيت هادئ مظلم لا يعلم بوجوده أحد، أخذ إيكهارت قرار الانتحار وكرر على نفسه السلبيات التي يراها، وأنه لم يعد يطيق العيش مع نفسه، وفجأة أحس إيكهارت أن الجملة التي قالها صدمته بقوة في دماغه، كأن أحدًا صبّ عليه إناء ماء مثلج، خطا الكاتبُ المكتئب خطوتين إلى الوراء وبدأ يكرر الجملة على نفسه، "أنا لم أعد أطيق العيش مع نفسي"، ثم شعر إيكهارت أنه وجد كنزًا ولغزًا كبيرًا لم يتخيل وجوده، ظل منبهرًا بالكلمة ويقلبها في دماغه، ويفكر في معنى "لا أستطيع العيش مع نفسي"، أليس هو واحدًا فقط، أم إنه يوجد اثنان من إيكهارت، الشخص الذي يتكلم ونفسه؟ ولو أنه اثنان، فكيف يجب أن يتعامل مع نفسه التي تفسد عليه حياته؟ 

إدراك المشكلة ولعنة العقل

مجرد الإدراك والوعي العميق الذي وصل إليه إيكهارت في هذه الليلة كان كفيلًا بأن يغير كل شيء في حياته، توصل الكاتب إلى أن كل إنسان منا يوجد منه اثنان، الشخص نفسه، أي الشخص الحقيقي أو لنقُل "الروح"، ولدينا أيضًا العقل.

يتعامل الكاتب مع العقل بشكل معقد قليلًا، فعلى عكس معظم المفكرين والكتاب، إيكهارت يكره العقل ويرى أنه السبب في كل الشرور، لكن هذا لا يعني أنه يمجد الغباء، كل ما في الأمر أنه يرى أن كل واحد منا عنده عقل واعٍ وعقل لا واعي كما قال فرويد، ونحن -طوال الوقت- منساقون وراء عقلنا اللا واعي، نظن أننا نفكر ونختار ونفعل ما نريد، ولكن الحقيقة أن عقلنا هو من يفعل ما يريده هو. وعلى أي أساس يكون هذا؟ على أساس تجاربك القديمة ومخاوفك وآلامك، والناس الذين تجلس معهم، وشكل طفولتك وأهلك، وأصدقائك، فعقلنا يعالج المعلومات التي نتعرض لها في حياتنا وبناءً عليها يجعلنا نتحرك ونتصرف في حياتنا، وهنا يفتح الكاتب علينا أبواب مسألة جدلية، ويقول لنا بكل صراحة إن الإنسان لم يعد يستخدم عقله، بل العقل هو الذي أصبح يستخدم الإنسان.

ولنعرف هل عقلنا الواعي هو الذي يعمل أم اللا واعي، يقترح الكاتب علينا أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة، وهي: 

  1. هل تحلم وتتمنى دائمًا أن تكون في مكان غير الذي أنت فيه في حياتك؟
  2. هل تنتظر دائمًا سعادة واكتفاءً يحدث قريبًا؟
  3. هل لحظات السعادة التي تعيشها سريعة قليلة؟
  4. هل تنتظر شريك الحياة المثالي الذي سيحل لك معظم مشكلاتك ويجعل حياتك أفضل؟

هذه الأسئلة مهمة لأنها تثبت لنا أن عقلنا يخدعنا طوال الوقت ويمارس علينا ألاعيب تفسد حياتنا، لكن قبل أن نفهم علاقة هذه الأسئلة بأن عقلنا يخدعنا، يجب أولًا أن نفهم الزمن أو المحور والمحرك الأساسي لكل شيء.

بين الماضي والمستقبل وسقوط الحاضر

يرى إيكهارت تول أن المشكلة الأساسية في وقتنا الحالي هي رؤية الإنسان للزمن، كلنا أصبح لدينا زمنان نفكر فيهما ونتعايش معهما، وهذان الزمنان هما الماضي والمستقبل، بينما الحاضر الذي من المفترض أن نعيشه بالفعل لا نستطيع أن نعيشه، ونقنع أنفسنا أننا موجودون فيه وكل شيء على ما يرام، بينما نحن أبعد ما يكون عنه.

الماضي دائمًا ما يكون مشحونًا بالآلام والأحزان والذكريات الدرامية؛ ماضي الإنسان خزنة للشجن والبكاء، كل واحد منا عنده حادثة أو بعض الحوادث الكبيرة التي تسيطر على ماضيه بشكل تام، وكلما نظرنا إلى الخلف وجدنا هذه الظلال السوداء الكبيرة وهي تعمّ الماضي كله، وعلى الجانب الآخر نادرًا جدًّا ما يكون الإنسان سعيدًا وهو يتذكر الماضي، لكن دعنا نشرح شيئًا آخر وهو أننا نتذكر أشياء سعيدة عندما نفكر في الماضي وفي محطات معينة منه بشكل واعٍ، وهذا في حالة أننا لم نترك دماغنا للأفكار، لأن ساعتها تكون معظمها سلبية.

أما المستقبل فهو مكان ضبابي غير واضح، نخافه دائمًا ويشكل مصدرًا للقلق والغموض، لا نعرف كيف سيكون الغد، هل سنكون في وظيفة مناسبة، ومع شريك حياتنا المثالي، أم سنبقى في الدوامات والمشكلات نفسها التي نحن فيها الآن؟ لكن المستقبل أحيانًا ما يكون مصدرًا للسعادة والأمل، ولكنها مع الأسف سعادة وهمية غير حقيقية، تتكون بسبب أحلامنا وأملنا في القادم، ولأن الأحلام مجانية، نحلم أحلامًا كبيرة ونشعر بالإنجاز، ولكنها في النهاية تظل أحلامًا. 

مشكلة الكاتب مع الزمن أنه يرى أن الماضي وَهْم، والمستقبل أيضًا وَهْم، بل بشكل أكثر دقة، في الوقت الذي نحن موجودون فيه الآن والذي تشاهد فيه الحلقة، لا شيء اسمه ماضٍ ولا مستقبل، لا شيء غير الحاضر، وعلى الرغم من أن الماضي والمستقبل وَهْم فإننا نعيش فيهما طوال الوقت، نأخذ من الماضي همومه وصدماته، ومن المستقبل القلق والخوف، ومن ثم يفسد حاضرنا ونعيش في حياة مظلمة، ولكن الشيء العجيب هنا أن هذا الظلام غير حقيقي لأن حاليًّا لا يوجد ماضٍ ولا مستقبل، هذه مجرد خدعة من الخدع التي يضعنا فيها دماغنا، ولنحل هذه المشكلة نحتاج إلى أن نتحرر من الزمن، أو بشكل أوضح نتحرر من الماضي والمستقبل، وهذا سبب الأسئلة التي بدأنا بها، هذه الأسئلة ستكشف لك أنك تربط نفسك بشكل غير واعٍ بالماضي والمستقبل . 

التحرر من الزمن والعيش في الحاضر

يشبّه إيكهارت الإنسان الذي لا يستطيع أن يحسن حياته بسبب الماضي والمستقبل بالشخص الذي يمسك جمرة في يده، شيء مؤلم جدًّا وفي الوقت نفسه سهل أن يتخلص منه، ولكنه لا يتخلص منه ويظل يشكو، ويقول الكاتب هنا إنه على الرغم من درامية الوضع وتعقيده فإنه بسيط بشكل غير متوقع، فمجرد التركيز على الحاضر واللحظة التي نعيشها، ووعينا بأن المشكلات التي نفكر فيها لا تحدث فعلًا، كفيل بأن يحل المشكلات التي نشعر بها.

ولنحل مشكلاتنا مع الزمن نحتاج إلى شيئين، الأول أن نتعامل مع الماضي على أنه أحداث حدثت لنتعلم منها، فبدلًا من أن تكون حزينًا مكتئبًا بسبب شيء صعب حدث لك، حاول أن تفكر في الحكمة أو الدرس الذي يمكن أن تستفيده من هذا الحدث، ففي اللحظة التي تصل فيها إلى حكمة من ماضٍ صعب عِشتَه تقل آثار الماضي ولا تؤثر في حاضرك كما كانت تؤثر من قبل، أما المستقبل فحله يتلخص في كلمة "الاستسلام"، والاستسلام هنا معناه التقبل والتسامح مع أي شيء سيحدث، لا يهم إذا كان القادم أسوأ أم أجمل، ما دمت راضيًا به مُستعدًّا أن تتعايش معه.

لكن لتصل إلى هذه المرحلة من السلام النفسي والتقبل تحتاج أولًا أن تصل إلى مرحلة مهمة، وهي أن تفصل بين ذاتك ومجموع تجاربك وخبراتك في الحياة، ذاتك هي روحك، فالجزء الروحاني منك يغذيه إيمانك والتفكير الصافي الهادئ، أنت نفسك كيان لا حدود له، ويجب ألا يحدّك شيء أو يحزنك، أما الجزء الثاني منك فهو ماضيك ومستقبلك وخبراتك، ووظيفتك وشريكك، وينصحنا الكاتب أن نفصل بين ذواتنا وتجاربنا، أعرف أن الأمر معقد قليلًا، لكن يجب ألا تتعامل مع نفسك بوصفها وظيفة أو نجاحًا معينًا، بل يجب أن ترى نفسك كيانًا منفصلًا قائمًا بذاته بعيدًا عن كل هذا، ومن هنا تستطيع أن تستلم لما يحدث، وتتقبل المستقبل وتتعلم من الماضي، ويمكن أن نلخص هذه النقطة في مطلب ديني بالأساس وهو الرضا.

ثلاثة أسباب رئيسة لمشكلاتنا في الحياة 

يقول الكتاب إن لمعظم مشكلاتنا في الحياة ثلاثةَ أسباب: أول سبب هو الألم الجسدي، يتكون هذا الألم عندنا نتيجة مشكلة عِشناها من قبل أو بسبب تجربة حزينة كان من الصعب أن نتخطاها، هذه التجارب تكون صعبة لدرجة أنها تُختزن بداخلنا، ونظن أننا نسيناها وهذا غير حقيقي، لكن المشكلة الحقيقية أن هذا الألم يخرج في أول موقف نراه وقد عِشنا موقفًا مشابهًا له، فلو كان ألمنا الجسدي ناتجًا عن معاملة سيئة من الأهل ونحن في سن صغيرة، فهذا يزيد نسبة الشعور بمشاعر سيئة عندما نرى طفلًا يُعامَل بطريقة سيئة أمامنا، أو حتى بطريقة جيدة، وفي الوقت نفسه لا نفهم لماذا جاءنا هذا الشعور السيئ فجأة.

المشكلة الثانية هي الأنا العليا أو -كما يقول الكاتب- الـ"EGO"، وهذا باختصار هو عقلنا والزمن الموجود فيه، أي أفكارنا وتجاربنا، وماضينا ومستقبلنا هما سبب مشكلاتنا الحقيقي، وهذه المشكلة ستختفي عندما ندرك هذا ونعيه جيدًا.

آخر شيء يحذرنا إياه الكاتب هو التفكير الزائد عن اللازم، عادةً ما يظن الناس أن التفكير الكثير ميزة ودليل على الذكاء، بينما إيكهارت يرى العكس، بل يرى أيضًا أن معظم الفنانين والعلماء الكبار الذين جاءتهم أفكار كبيرة ساهمت في تغيير حياتهم أو في تغيير العالم، جاءتهم وقت راحة وتأمل، وليس وقت تفكير وضغط عقلي وذهني، حتى علماء الرياضيات، بعدما تأتيهم الأفكار الكبيرة، يفكر العقل ليصل بها إلى شكلها النهائي، لكنه ليس المسؤول عن هذه الأفكار كما نظن.

يضيف الكاتب إلى كلامه أن العقل ليس فقط لا يولّد الأفكار الكبيرة، بل ربما يعطلها، وبعض الناس لو فكروا أقل لوصلوا إلى أفكار عظيمة تفيد البشرية.

خوف التخلص من المشكلة!

هنا لدينا ثلاثة أسئلة، والإجابات ستحدد من المتحكم فينا، عقلنا الواعي أم اللا واعي، وهي:

1- هل أنت مرتاح في اللحظة الحالية؟

2- ما نوع الأفكار التي تجول في دماغك الآن؟

3- هل أنت متوتر أم لا؟

فائدة هذه الأسئلة أنها تؤكد لك أن معظم الأفكار التي تجول في دماغك أنت لا تريدها فعلًا، كل ما في الأمر أن دماغك تعود أن يرميها أمامك، ليس لأنك تريد أن تفكر فيها فعلًا، بل لأن هذا ما تعودتَه، تعودت هذا النوع من المشكلات والتوتر وهكذا، ليس هذا كل شيء، بل إن بعض الناس في مراحل العلاج النفسي يشعرون بأنهم مهددون عندما يرون أن مشكلتهم أوشكت أن تُحل، وهذا لأنهم عرفوا أنفسهم لمدة طويلة بهذه المشكلات، واختفاء هذه المشكلات سيسبب فراغًا كبيرًا في حياتهم، وهذا ينقلنا إلى نقطة أخرى مهمة، وهي أننا في بعض الأوقات نحب الدراما وجلد الذات، لكن لا نستطيع أن نصرح بهذا مباشرةً أمام أنفسنا، ونظل نكبر المشكلة على أنفسنا في حين أنها في الواقع مرتبطة بالماضي أو بالمستقبل ولا وجود حقيقيًّا لها الآن.

عِش اللحظة!

بعد إدراك الكاتب لحقيقة تعلقنا بالماضي والمستقبل وتحكم العقل فينا، بدأ يرى العالم بشكل مختلف، واليوم الذي قرر فيه أن ينتحر هو اليوم الذي تغيرت فيه حياته كلها، وعندما استيقظ في اليوم التالي لاحظ لأول مرة أن ضوء الشمس يملأ غرفته، وأن صوت العصافير يكون هادئًا في الصباح ويصل إلى سريره، لأول مرة يفتح الشباك، ويركز مع الشجر خارج بيته، يرى الصباح والطيور.

ومن دون مقدمات، ارتدى ملابسه بسرعة وخرج وهو يشعر بطاقة غريبة جديدة عليه بصفته شخصًا مكتئبًا منذ فترة، رأى الشوارع والناس، وتفاصيل الملابس، والمباني القديمة والتاريخية في المدينة، كل الأشياء المملة والمتكررة فجأة أصبحت مميزة متفردة وظاهرة تستحق التأمل، في هذا الوقت فقط أدرك الكاتب أهمية أن نعيش اللحظة وننسى أي شيء آخر، لأن هذه الأشياء في الحقيقة وَهْم غير موجود، كما بدأ يتعامل مع عقله على أنه أداة يستعملها ويفكر بها وقتما يحتاج إليها، ثم يتحكم فيها ويفصلها ويغرق في الحياة.

الخاتمة 

والآن لننهي الحلقة بالقصة التي بدأ بها الكتاب، وهي قصة الشحاذ الذي ظل ثلاثين سنة جالسًا على صندوق خشبي في المترو ويمد يديه للذاهب والعائد، حتى سأله واحد من المارّة يومًا عما يوجد في الصندوق الذي يجلس عليه، ولكن الشحاذ رد بأنه لا يعرف، هو مجرد كرسي يجلس عليه، ولكن عندها صمم المارُّ أن يفتح الصندوق ربما يجد فيه شيئًا مفيدًا، فتحه وفعلًا وجده مليئًا بالذهب الذي يكفيه ليعيش حياته كلها سعيدًا.

على الرغم من أن هذه القصة خيالية، يحاول الكاتب أن يقول من خلالها إن في أوقات كثيرة يكون مصدر سعادتنا وحل مشكلاتنا بداخلنا، ولكننا لا ننظر إلى ما بين أيدينا، نظل مهتمين بما هو قادم فننسى الحاضر، ونظل خائفين فنُعمى عن الحياة كلها.

وكالعادة ليس مطلوبًا منك أن تأخذ الكتاب بحذافيره، ولكن حاول أن تستغل نصائحه في تحسين حياتك، تسامح مع الحياة وكُفّ عن جلد نفسك على الماضي، وتقبل ما سيأتي ما دمت تفعل ما هو مطلوب منك، أما عن الانغماس في اللحظة، فلو كان صعبًا عليك، فحاول أن تنعزل كل فترة عن كل شيء وتريح دماغك وعقلك وترى الحياة من حولك، وحاول دائمًا أن تكون واعيًا بما يحدث داخل دماغك، لأن عدوك الأول يعيش فيه.