كتاب إذا كان الحب لعبة فهذه قوانينها

Book-Cover

ملخص كتاب إذا كان الحب لعبة فهذه قوانينها (لمؤلفته: شيري كارتر سكوت)

مقدمة

الحب ليس الصدف التي نراها في الأفلام، ولا يحصل مرة واحدة كما تحاول أن تصوّر لنا، بل مثله مثل أي شيء آخر يحتاج للسعي للحصول عليه، ورغم أن فيه قدر من العفوية، لكن بإمكانك تعلم كيفية إقامة علاقة ناجحة، واختبار مشاعرك وتعدّيلها وتغذيتها وإعادة توجيهها أيضًا.

الكلام عن الحب وعلاقتك بشريك حياتك يستلزم الكلام عنك أنت أولًا.

-أن تحب نفسك

العلاقة المركزية في حياتك هي علاقتك بنفسك، أن تحب نفسك أولًا وتؤمن أنها تستحق هذا الحب، وتهتم باحتياجاتها وتعطيها الاهتمام الذي تعطيه للآخرين، لأنك إن لم تفعل هذا مع نفسك أولًا، ليس بإمكان شريك حياتك إعطاءه لك، والشخص الوحيد الذي بإمكانه أن يوصل لك شعور أنك إنسان متكامل هو أنت فقط.

كما أننا بدون وعي منا نفرض على الناس الطريقة التي عليهم معاملتنا بها، كالاعتقاد بأننا لا نستحق الحب، أو أننا غير مميزين، بالتالي يدفعنا هذا للتعامل مع أنفسنا بإهمال وقسوة، وهو ما سيجعل شريك الحياة يعاملنا بنفس الإهمال والقسوة التي نعامل بها نفسنا، وهو ما سيؤكد إحساس عدم استحقاق الحب، لكننا نكون من بدأ الدائرة، لا شريك الحياة.

الأمر ذاته، عند رؤية عيوب شريك الحياة بشكل كبير. قد يكون هذا بسبب الحكم على النفس وما يحتويه من نقد صعب ومبالغ فيه، وعدم القدرة على المغفرة للنفس. وبتعلم مسامحة النفس والتماس الأعذار للنفس وللغير، وتقبلها وتقبل من حولها كما هم بنقصهم، قد يمكنك من بدأ حب صحي، والاستعداد بعدها لاختيار شريك حياة بوعي أكبر.

2- الاستعداد للعلاقات

وجود شريك للحياة اختيارك الشخصي، لست مجبرًا عليه، فلا تجعل من حولك يضغطوا عليك لأخذ هذه الخطوة.
وإن كنت قررت بدأ رحلة البحث عن شريك الحياة فإليك خطوات التنفيذ:

 

  • أول خطوة أن تعرف ما الذي تريده؟

 

ما الذي يدخل السرور عليك، وما الذي يدخل الضيق؟ما الذي يخيفك، وما الذي يطمئنك؟ ما الذي بإمكانك تحمله، وما الذي ليس بإمكانك تحمله؟ ركز في فهم نفسك بصدق، ثم أحضر ورقة وقلم وقسمها 3 أجزاء:

1- أول جزء: للصفات التي أنت بحاجة إليها في شريك حياتك، وليس بإمكانك التنازل عنها، مثل معتقداته وتوجهاته. 

2- أما الجزء الثاني: للأشياء التي تحب أن تكون موجودة فيه، لكن بإمكانك التنازل عنها في مقابل أشياء أخرى تدخل الراحة عليك، مثل كونه يسكن في نفس مدينتِك.

3- الجزء الثالث: للأشياء التي ليس بإمكانك تقبلها مهما كان، مثل كونه يشرب الخمر.

واجعل قائمتك واقعية، ولا تضع مواصفات مثالية من المستحيل أن تتحقق في شخص واحد.

 

  • الخطوة الثانية: أن تكون رؤيتك أو صورتك عن الزواج الذي ترغب فيه.

 

ما هو شكل علاقتك بشريك حياتك، وما هي الحياة التي تطمح إلى عيشها معه.

قد تكون خططت للسفر، أو ترغب في أن تكون زوجتك شريكتك في عملك، أو أن يكون لديكِ الكثير من الأولاد تعلميهم بطريقة معينة تخططي لها، فهذه كلها تصورات لا تخضع للصواب أو الخطأ.

من المهم أن تكون واضحة في ذهنك مبكرًا وتتناقش فيها مع شريك حياتك المحتمل حتى تصلوا إلى صورة مشتركة بين أحلامكم معًا.

 

 

  • الخطوة الثالثة: الانتباه إلى الأشياء التي من الممكن أن تكون عائقًا لك.

 

قد يكون بداخلك خوف داخلي من أشياء، مثل تجربة صعبة مررت بها فتخاف من الجرح أو التخلي عنك. أنت بحاجة إلى التحكم في هذا الخوف حتى لا يكون عائقًا لك في المستقبل.

 

  • الخطوة الرابعة هي الاستعداد، أن تأخذ خطوة، وتبدأ البحث فعلا عن شريك لحياتك بالطريقة الأنسب لك.

 

3- مراحل الحب

الحب عدو السرعة، ولو كنت تريد لحبك أن يستمر ينبغي أن يكون لديك صبر، وتعرف أن الحب يتم على مراحل:

  • أول مرحلة، أن يحصل بينكم اتصال، أو انجذاب من أول مقابلة، وهذا ليس مقياسًا لأي شيء؛ لأنه من الممكن أن يحصل مع كذا شخص في نفس اليوم^^.
  •  المرحلة الثانية، هي الاكتشاف أو التعارف، وهي أهم مرحلة والتي تبدأ تعرف فيها كل شيء عن الطرف الثاني، طفولته وشكل حياته وأسرته، أحلامه وطموحاته، فيم يحب أن يقضي وقته، شكل معاملته معك ومع الناس، وتراقب تصرفاته وردود أفعاله وتبدأ في تكوين صورة كاملة عنه.
  •  حتى تأتي المرحلة الثالثة، وهي التقييم، والتي ترجع فيها للقائمة التي جهزتها في البداية عن مواصفات شريك حياتك، وتبدأ في تقييم الشخص الذي أمامك، وتوزن مميزاته وعيوبه، وهل هو فعلا شريك حياة مناسب أم لا، من المهم أن تكون صادقًا مع نفسك ولا تنخدع، تخيل نفسك مع الشخص بعد عشر سنين هل هذا هو شكل الحياة الذي تتمناه أم لا؟ هل تشعر أنك تتراجع؟ 
  • لو مر الشخص من مرحلة التقييم تبدأ المرحلة الرابعة وهي الالتزام، وهي المرحلة التي تقرروا فيها إتمام الزواج فعلا، وتطمئنوا بنسبة كبيرة إلى أن الشخص يستحق إكمال بقية حياتك معه.

 

4-التواصل والتفاوض

التواصل هو الجسر الذي بينكم، وبدونه ليس بإمكان علاقتكم أن تستمر، وهي مهارة من الممكن تعلمها واكتسابها كأي مهارة، وهذه خطوات تساعدك على تعلم هذه المهارة:

  • من المهم أن تعلم ما الذي ترغب في إيصاله للطرف الثاني بوضوح، وتعرف النتيجة التي تريد أن تصل إليها بكلامك معه.
  •  من المهم أيضًا اختيار وقت ومكان مناسبين للكلام.
  •  تأكد من هدوءك قبل أن تتكلم، ولو شعرت بوجود الكثير من المشاعر السلبية حاول التخلص منها أولًا بالخروج والترفيه عن نفسك.
  •  كن صادقًا في كلامك وأظهر مشاعرك ولا تجعل الكلام كله بالمنطق؛ لأن المشاعر الصادقة تلمس الناس أكثر.
  •  بعد أن تنتهي اسأل الطرف الثاني عن ما فهمه من كلامك، وبعد هذا بدلوا الأدوار واسمع منه.
  •  حتى تتمكنوا بعد ذلك من التفكير سويا في الحلول.

مما يجعل التواصل ينهار أخذ رد فعل بناء على توقعات وافتراضات.

كما ينبغي أن توفروا لبعض بيئة آمنة تتمكنوا من الكلام فيها بدون الخوف من التعرض للنقد والتوبيخ واللوم، لذلك حاول أن تؤجل أحكامك على ما ستسمعه.

 

 مهارة التفاوض، والغرض منه التوصل لحل وسط وقت الخلافات، وما يميز الزواج الناجح ليس عدم وجود اختلافات، ولكن رغم أن كل طرف يكون حريصًا على حل أي خلاف قبل أن يكبر، والتنازل عن رغبته في إثبات صحة رأيه في مقابل الوصول لشيء مُرضي، لذلك من المهم التعامل مع احتياجات شريك حياتك بنفس أهمية احتياجاتك، والتناقش في الموضوع محل الخلاف، والتنقيب في دوافعكم حتى تجدوا شيئًا مشتركًا تتمكنوا من بناء حل مناسب عليه لكما.

 

5-تحدي التغيير 

أغلبنا يقرر الزواج بدون بدون الانتباه إلى أن كل شيء قد يتغير، سواء مشاعرنا أو شكل حياتنا، وسواء كان التغيير إيجابيًا أو سلبيًا، قد يترقى زوجك في عمله، أو تحصلي على ورث كبير جدا، أو تكتشف أن زوجتك لديها مشكلة في الإنجاب، أو يصاب طفلكم بمرض خطير، وما يحدد كيفية المرور من هذا التغير، هو:

  •  قوة ومتانة علاقتكم قبل هذا التغيّر، ووجود أساس قوي من التعاون والود والتواصل والثقة والمشاركة والدعم.
  •  وأن يكون لديكم قدر كبير من المرونة، والاتفاق على خطط جديدة بناء على الوضع الجديد الذي جد في حياتكم، بدون التعلق بالوضع القديم وعدم تخطيه. 

 


6-عليك أن تغذي العلاقة لتزدهر

تذكر أن شرارة الحب مثل شرارة النار بحاجة إلى تزويدها بالخشب حتى لا تنطفئ، وهو ما لو حدث؟ يحتاج منك لبذل مجهود لإشعالها ثانية، وهو ليس شيئًا مستحيلًا.

استرجعوا ذكريات حبكم في البداية، واللهفة التي كانت بينكم  واستشعروها، وحاولوا إحيائها ثانيةً، قد تكون ليلة في فندق تقضيها أنت وزوجتك سببًا في تجديد ذكرياتكم وحبكم.

 

من أكثر ما يقضي على الحب، اعتباره أمرًا مسلمًا به، واعتبار وجود شريك الحياة أمرًا مضمونًا، وأننا لسنا بحاجة إلى بذل مجهود حتى يستمر، لكن الحب بحاجة إلى تغذيته باستمرار وبشكل يومي أيضًا، لا في المناسبات والأعياد فقط، من المهم أن تكون حاضرًا بشكل كامل في حياة شريك حياتك بفكرك وقلبك وجسدك. 

وكما تطمئن على سيارتك بعد سيرها عددًا معينًا من الكيلومترات، فمن باب أولى الاطمئنان على حياتك الزوجية وفحصها، والاطمئنان إلى أن أموركم جيدة، هل أنتم سعداء، بإمكانكم أخذ قراراتكم سويًا؟ الاتصال بينكم والأدوار، الدعم وتلبية المشاعر، كل هذه أمور أنتم بحاجة إلى مراجعتها كل فترة وبشكل منتظم، وتذكروا أن التجديد هو سر استمرار السعادة، وأنه يكمن في التلقائية والمفاجئات والضحك والمرح ^^

وأخيرًا: ربنا يجوزكم ^^

وبس كدا.
سلام.