كتاب كيف تتحدث بثقة أمام الناس

Book-Cover

ملخص كتاب كيف تتحدث بثقة أمام الناس (المؤلف:فيفيان بوكان)

بدايةً وقبل أن نتطرق إلى معرفة الطريقة المثلى للحديث أمام الناس والقيام بعملية تواصل مثالية، نحتاج أن نعرف من الأساس ما هي عملية التواصل؟ التواصل هو نقل الأفكار من عقل إنسان إلى عقل آخر، وهذه العملية تواجهها تحديات ثلاث تتعلق بالمرسل والمستقبل وبالرسالة التي تتم من خلالها عملية التواصل أصلا.

أولا: تحديات الرسالة

من المهم أن تكون الرسالة واضحة للمستمعين ولك أيضا، فلابد أن تعرف ماذا ستقول جيدا، وحتى تحقق هذا حاول أن تضع هيكلا كاملا للحديث، تخيل أن حديثك كالرحلة، وخلال هذه الرحلة تحتاج أن تخطط أين ستذهب ومتى ستغادر؟ وإلا سينتهي الأمر بك تائها.

وكذلك الذين لا يخططون لأحاديثهم ويعتمدون على مهارة الارتجال دائما ما يتيهون داخل المواضيع المختلفة، وبالتالي يفقد المستمع تركيزه، ولذا فإن وجود مخطط تفصيلي للكلام يحميك من الوقوع في هذه المشكلة، وأبسط الطرق لعمل هذا المخطط أن تسأل لماذا؟

تخيل أنك تريد الحديث عن إجازتك الكارثية التي سافرت فيها إلى بلد آخر، حينها يكون التقسيم كالآتي:
 الموضوع: كانت الإجازة كارثية؟ (لماذا؟)
المتن:
الإقامة كانت سيئة.
الجيران كانوا مزعجين.
الأسعار كانت مرتفعة.

هذا مثلا موضوع لا يتجاوز الحديث فيه دقائق ثلاث، فإذا أردت توسيع نطاق الحديث ابدأ في تطبيق نفس التقسيمة السابقة على كل نقطة داخل الأسباب مثلا نقطة الجيران المزعجين، يكون تقسيمها كالآتي:

الموضوع: لماذا كان الجيران مزعجين؟

المتن:
كانوا كثيري المشاكل والصياح داخل المنزل.
كانوا متطفلين عليك أثناء إقامتك.

وهكذا كلما أردت توسيع الحديث، الأمر يشبه الشجرة ذات الفروع المتعددة.

ثانيا: تحديات المرسل (المتكلم)

يدور هذا الجزء حول كيفية أداء الحديث بأفضل صورة ممكنة، ويمكن تلخيصه على المحاور الآتية:

1. التخلص من القلق:

أكبر المشكلات التي تواجه أي متحدث هي القلق النابع من الاهتمام الكبير بالذات والتركيز عليها ومحاولة إظهارها في أحسن صورة، وهذا القلق والخوف هو الذي يجعل المهمة صعبة، والتخلص من هذا القلق هو الذي يسهل عملية التواصل ويساهم في إنجاحها، وذلك عن طريق تخفيف التركيز على الذات والتركيز على الجمهور والحديث بدلا من ذلك، حينها يصبح الضغط الواقع عليك من الكلام أمام الجمهور الكبير يشبه ضغط الكلام مع أحد أصدقائك.

2. كن نفسك ولا تتصنع:

يقع الكثيرون في الخطأ حين يحاولون ترك أفضل الانطباعات عن طريق التصنع والتبرؤ من شخصياتهم الحقيقية، وللأسف فإن هذا يزيد الطين بلة ويجعلهم عرضة للتوتر والسخافة أثناء الكلام، لذا فإن أحد أفضل النصائح المقدمة أن يكون الإنسان كما هو في حياته العادية، بكل مشاعره وطباعه وعفويته.

3. التفكير السلبي:

أحد الأمور المحورية التي تتعلق بالتحديات التي تواجه المتحدث هي التخلص من التشاؤم والتفكير السلبي، فالتشاؤم حالة عقلية ناتجة عن أفكار سلبية مسبقة، ويمكن التغلب عليها عن طريق مواجهتها بأفكار أخرى معاكسة تماما.

على سبيل المثال: إذا كنت تعاني من عقدة النقص والقلق من مظهرك الخارجي، فإن معرفتك أن أغلب الأشخاص من حولك يواجهون نفس المشكلة يساعدك على التخلص من هذا القلق.
مشكلة الجنس البشري عموما أنه يركز على عيوبه بشكل كبير، وينتقد نفسه باستمرار ويتجاهل كل ما يميزه، وهذا يؤدي بالبعض إلى كراهية نفسه، أما إذا تقبلنا فكرة عدم الكمال وأصبحنا أكثر إيجابية في أحاديثنا فإن ذلك يكون له مردود قوي عند المستمعين.

4. التدريب:

المحور الأخير فيما يتعلق بالتحديات الخاصة بك كمتحدث هي التدريب الجيد الذي يزيد من أريحيتك في الحديث أمام الجمهور ويمنحك الثقة ويحافظ عليها، فالتدريب الجيد على نص خطابك يجعلك تتحرك أمام الجمهور وتتنقل بين الموضوعات وتعبر عن أفكارك بسهولة وبكفاءة آكبر.

ثالثا: تحديات المستقبل (الجمهور)

هذا الجزء يناقش كيفية المحافظة على انتباه الجمهور طوال فترة الحديث، وهذا أمر شاق جدا ولكنه ممكن من خلال الالتزام بهذه التوصيات:

1. اجذب الانتباه:

من المهم أن تحرص على جذب انتباه جمهورك منذ اللحظة الأولى، فاللحظة الأولى هي لحظة ااذروة لأن الجمهور يكون منتظرا وفي أعلى درجات الانتباه، هنا يجب أن يكون تركيزك كله على الجمهور حتى تستفيد من تلك اللحظة جيدا.

2. ابحث عما يربطك بالمستمع:

من طرق المحافظة على انتباه الجمهور أن يكون الحديث حول المواضيع التي تهم المستمع، لذا من المهم أن تبحث عما يربطك بالجمهور وأن تتكلم عن الأمور التي تهمه أكثر من أي شيء، تكلم من منظور الجمهور، اجعل الآخرين يشعرون أنك تعيش حياتهم وتتكلم بلسانهم، وهذا بالطبع يتطلب معرفة جيدة بجمهورك ومعرفة الحديث الذي يناسبهم حتى يتقبلوا أفكارك.

3. استخدم أدوات التواصل:

من الممكن أن تبني تواصلا قويا مع الجمهور عن طريق استخدام وسائل التواصل الفعالة وهي خمس وسائل:

الفكاهة: هي أسهل وسيلة لتوحيد جمهور غريب عن بعضه البعض، وهي أسرع طريقة تحصل بها على محبة الجمهور وتقبلهم لحديثك بجدية ونركيز وانتباه تام.

الضعف: إظهار الضعف أمام الجمهور وتقبل الأخطاء ومشاركة الإحساس بعدم الأمان مع الجمهور يزيد من ارتباطهم بك، وعلى العكس فإن زيادة نغمة الأنا والاعتداد الزائد بالذات يقطع التواصل مع المستمعين.

التركيز على الآخر: تجاهل أفكارك واعتقاداتك مؤقتا وابدأ في التركيز على معتقدات جمهورك وما يشعرون به ويريدون سماعه.

سرد القصص: يعد أداة قوية جدا في التواصل مع الجمهور على عكس التفسيرات المعقدة والكلام الصعب، فالقصص تتميز بالبساطة والوضوح والسرعة في إيصال المعنى بمجهود قليل.

المقارنة: تساعد المقارنات على رسم صورة متكاملة في عقول المستمعين، بدلا مثلا من أن تقول وزن السيارة ألف وخمسمائة كيلو قل وزنها ثلاثة أفيال، هنا استخدمنا مقارنة بسيطة ساهمت في رسم صورة متكاملة وبسيطة عن أفكارك.

4. خاطب الإنسانية:

البشر يشتركون في كثي من العواطف والمخاوف والخرافات والمآسي والتوقعات وغيرها، وحين تكلم الناس من خلال الأمور التيت شترك فيها معهم فإنك تحصل على تركيزهم بسهولة، فمثلا حين تتكلم عن معاناتك وأنت طفل أو عن تجاربك أيام الجتمعة فإن جميع الحضور يستحضر ذكرياته في تلك الفترة ويشعر أنك تشاركه وبالتالي تزداد عملية التواصل.

5.الأفكار الجديدة:

الإنسان عدو ما يجهل والإحساس بعدم الفهم يخلق حالة من عدم الاهتمام وفقدان التركيز، لذا من المهم حين يكون الموضوع الذي تتحدث فيه جديدا على جمهورك أن يكون واضحا ومفهوما، وهذا التوضيح يحتاج إلى شرح المفاهيم التي تعتمد عليها تلك الأفكار قبل البدء في الحديث.
من المهم أن يشعر جمهورك بالارتياح أثناء الاستماع إليك، وإذا تكلمت مباشرة عن أفكارك الجديدة والغريبة عليهم ستتولد حالة من القلق بالتأكيد وبالتالي حالة من عدم الاهتمام، ولكن يمكن التغلب على هذا بترتيب الأفكار منطقيا بحيث تصل في النهاية إلى تقديم الفكرة التي تريدها بعد تبسيط كل الأمور المعقدة التي قد تشوش فهم الجمهور.